بابلو نيرودا

8:45 ص اريج الامل 0 التعليقات



بابلو نيرودا
هواك عندما تصمتين ؟
أهواك عندما تصمُتين فأنا أغيب ُ في هذا الصمت ...

وأسمعُك من بعيد وصوتي لم يلامسك ِبعد ...

بدت لي تلك العيون تًحلق ...

وبدت لي تلكَ الابتسامة الواضحة ...

ووجداني أصبح يكسو كل الأشياء ...

وحَلقت فراشة في أحلامي لامست روحي ...

فبقيتِ رفيقا ً لروحي ... في مجرد كلمات حزينة ...

أهواك ِ من بعيد وأهوى صمتُك ِ مع هديل ذاك َالطائر ...

وأسمعُك ِ من بعيد وصوتي لم يلامِسك بعد ...

فدعيني أصمُت مع صمتك ِ..

ودعيني أخاطب ُ صمتك ِ...

مع ضوء ذاك القنديل ...

فأنت ِ الليل بسكونه وكواكبه ...

فصمتُك ِهو ذاك النجم البعيد الهادئ ...

أهواك ِ عندما تصُمتين لأني أغيب ُ في ذاكَ الصمت ....

فأنت ِ بعيدة ومؤلمة مثل الموت ...

كلمة منك ِ أو حتى بسمة تكفي ....

لأكون سعيداُ ...ولكن تِلك السعادة لن تأتي .

من كتاب "مراكب العشق " .
 *********



غياب





لا أكاد أترككِ

حتى تندمجين فيّ.

رقراقة أو راجفة،

أو قلقة، وقد أثخنتكِ بالجراح

أو قد أترعك الغرام

مثلما تفعلين

حينما تنغمض عيناكِ على هبة الحياة

التي أقدمها إليكِ بلا انقطاع

ياحبيبتي

لقد التقينا عطشى

فنهلنا كل ما كان من ماء ودماء

لقد التقينا جوعى

فعض الواحد منا الآخر،

كما تعض النيران،

تاركين وراءنا جراحا
 .

ولكن،

انتظريني،
.
احفظي لي عذوبتك

وسأعطيك أنا أيضاً

وردة يانعة.
 ************
 


الحلم


بينما كنت أمشي فوق الرمال
  
قررت أن أهجركِ
 
 كنت أخطو فوق طين غامق

يرتجف

وبينما كنت أغوص فيه ثم أخرج منه

قررت أن تخرجي مني،

وأنكِ كنتِ تُثقلين عليّ كالحجر القاطع.

وبلورت فقدانكِ خطوة خطوة:

استئصالكِ من الجذور

واطلاقكِ وحيدة في الهواء

 وفي تلك اللحظة،

يا حبيبة قلبي،

كان ثمة حلم مزعج

يغطيكي بأجنحته المرعبة

 كنتِ تشعرين أن الطين يبتلعك

وتنادينني فلا أهرع إليكِ

وكنتِ تغوصين، دونما حراك،

دون مقاومة

إلى أن غرقتِ في الرمال الناعمة.

 وبعد ذلك

تلاقى قراري مع حلمكِ

وخرجنا مرة ثانية

من الصدع الذي كان يحطم روحينا

خرجنا مرة ثانية،

ناصعين، عاريين،

غارقين في حب أحدنا الآخر،

دونما حلم، دونما رمال،

مكتملين متوهجين

وقد بصمت علينا النيران بخاتمها.




عن موقع أدب(الموسوعة العالمية لشعر العربي )

0 التعليقات: